الوقفة الثالثة:
الدعوى لنزع الحجاب داخلة ضمن الاعتراض على الشرع الحنيف وما جاءت به الرسل -صلوات الله وسلامه عليهم-، وهي من أخلاق الكافرين والمنافقين إذ يقول الله تعالى:{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَژ، وقال تعالى: ( وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نبيٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}.
وقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ ژ ويقول سبحانه:ژ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ}.
وقال تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ.لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}.
ومناسبة ذلك ما جاء عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوما: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء لا أرغب بطونا ولا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل في المجلس: كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونزل القرآن قال عبد الله: فأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله تنكبه الحجارة وهو يقول يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} رواه الطبري وابن أبي حاتم.
وقال القاضي أبو بكر بن العربي رَحِمه الله: " لايخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جداَ أو هزلاَ, و هو كيفما كفر , لإن الهزل في الكفر كفر لا خلاف فيه و بين الأمة , فإن التحقيق أخو العلم و الهزل أخو الباطل والجهل ). الجامع لأحكام القرآن ( 8/197).
وقال ابن قدامة المقدسي رحمه الله: "من سب الله تعالى كفر سواء كان مازحاَ أو جاداَ و كذلك من استهزأ بالله تعالى أو بآياته أو برسله أو كتبه ) .المغني (12/298).
وقال النووي رحمه الله: " الأفعال الموجبة للكفر هي التي تصدر عن عمد و استهزاء بالدين صريح ) .روضة الطالبين (10/64).
وقال الإمام سليمانُ بنُ عبد اللهِ بنِ محمدٍ رحمه الله: ( أجمع العلماءُ على كفرِ من شيئاً من ذلك ، فمن استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله أو بدينه كفر ولو كان هازلاً لم يقصد الاستهزاءَ إجماعاً ) .
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أُتْرُك أَثَرا